ومجزرة نيوزيلندة

القومية البيضاء ومجزرة نيوزيلندة

  • القومية البيضاء ومجزرة نيوزيلندة

افاق قبل 5 سنة

القومية البيضاء ومجزرة نيوزيلندة

 د.سالم سرية

17-3-2019

 ان مفهوم القومية البيضاء لا تعني ان هناك قومية حمراء او خضراء او انها نوع جديد من مفهوم القومية المتعارف عليها ابدا.انها مفهوم جديد للغلو والتطرف القومي الذي طرحه ترامب في حملته الانتخابية والتي اقتدى بها سفاح نيوزيلاند بحجة المحافظة على نقاء العرق من شوائب الاجانب والمسلمين .

فهذا السفاح لم يكن أميا فقد نشر تقريرا بحدود 70 صفحة على موقعه في الانترنت وفيها استذكار لحقائق التاريخ لتبرير فعله .اذن هو رجل مؤدلج وهو من التيار اليميني المتطرف الذي بدأ يتصاعد في اوروبا وامريكا وكندا .فالموضوع ليس حبا او كرها عاطفيا للاجانب والمسلمين وانما صحوة عنيفة وادراك للتغير الديمغرافي في هذه الدول والخوف على مستقبلها كما يقول حزب الحريه اليميني السويدي .

فالثقل الانتخابي للمسلمين في فرنسا وبريطانية اصبح يحسب له الف حساب بعد ان اصبحوا بالملايين .فوالد ماري لوبان اليميني لم يكن باستطاعته ان يفوز بمقعد واحد في البرلمان الفرنسي في السابق وها هي ابنته اصبح لها 12 مقعد وكذا الحال في السويد والمانيا وهولندة والنمسا .. ,الخ.والسؤال الذي يطرح نفسه هل سلوك المسلمين (والاسلام السياسي ) هو وراء تصاعد المد اليميني ؟ وللتوضيح اكثر اقول ان المشايخ واتباعهم في الغرب ينظرون في خطبهم واحاديثهم الى ان (مثلا بريطانيا او الدنمرك ) هي دول كافرة رغم انهم يتقاضون منها المساعدات الاحتماعية والتقاعد والضمان الصحي .. .الخ

ومع هذا يصل الهوس بهم للقيام بمظاهرات في الدنمرك تدعوا لتغيير النظام بنظام يحكم بامر الله ! يضاف الى ان معظم العمليات الارهابية في بريطانية وفرنسا والمانيا كان يقف وراءها اشخاص يحملون جنسية البلد الذي احتضنهم ومع ذلك يتنكرون لفضلهم. يقول بعض المحللين ان هذه الظاهرة اليمينية المتطرفه قد بدات تظهر على السطح بعد تفجير البرجين في امريكا عام 2001واخذت ترياقها بعد العمليات الارهابية لداعش في اوروبا فيما بعد.ورغم ان رد الفعل الذي ظهر في النرويج وفي كندا وتبعه في نيوزيلنده لا زالت مبادرات دمويه فرديه ال اني اعتقد انها ستاخذ منحى ممنهجا فيما بعد . والعداء ليس للمسلمين والاجانب بل حتى لليهود .لذا فان قانون معاداة الساميه لحماية اليهود في امريكا وفرنسا لم يأت عبثا بل لحماية اليهود ومصالحهم في الكيان الصهيوني البغيض .

فاليهود في الغرب اندمجوا مع اهل البلد حيثما حلوا واصبح لهم دورا فاعلا ومؤثرا في المفاصل الاعلاميه والاقتصاديه والعلمية لتلك الدول واصبح يحسب لهم الف حساب رغم انهم يتجسسون على امريكا لصالح الكيان الصهيوني .والجالية الصينيه التي يبلغ عدد طلابهم اكثر من 35 الف طالب ايضا يتمترسوا في المفاصل التقنية في الشركات الامريكيه بعد تخرجهم وتم الكشف عن تجسسهم وتسريب الاسرار العلمية الى بلدهم الام .

اما الجاليات العربية فهي مشتته وتائهه.ورغم وجود اكثر من 250 الف امريكي من اصل فلسطيني في مشيغان على سبيل المثال الا انهم في واد وقضيتهم في واد اخر ويصح هذا القول عليهم في بريطانيه واستراليا وغيرها .

ان القوميه الامريكيه التي لا يزيد عمرها عن 250 سنه هي فسيفساء من المهاجرين واللاجئين وبالتالي فان دعوة ترامب للقومية البيضاء واصراره المستميت على بناء الجدار مع المكسيك انما تاتي لغربلة اللاجئين من الايدي العاملة المنافسه وغربلتها من الاغيار السود وحصرها باستيراد الادمغة والعقول التي تنهض بامريكا كما انها تنبع من البئر الايديولوجي للمسيحيه الصهيونيه التي ينتمي اليها والتي يبلغ عدد اتباعها 70 مليون امريكي وحتى ان قسم الرئاسه يتم تاديته امام قس ينتمي لهذه الطائفه .

فالقومية البيضاء ليست الا نسخة منقحه عن نازية هتلر .فعندما جاء هتلر للحكم بفضل صندوق الانتخابات وليس بانقلاب عسكري انما جاء بمد جماهيري كاسح لاضطهاد اليهود بحكم سلوكهم الاقتصادي والسياسي المؤذي لالمانيا وبحكم ايديولوجية العرق الاسمى للالمان .

خلاصة القول : ان اممية الاسلام السياسي التي تريد الاستذه على العالم كما نظر لها سيد قطب والبنا وتطمح الى اسلمة العالم وانقاذه من الجاهلية كما يقول قطب لن تؤدي في نهاية المطاف الا لمزيد من تمدد التيار اليميني المتطرف ومزيد من اتساع قاعدته الشعبية على المدى البعيد لان الجوامع التي تتكاثر في اوروبا ليست الا منصات للاسلام السياسي وهذا ما بدأ الغرب يدركه وبالتالي لن يبقى صامتا عن هويته المستقبليه .

التعليقات على خبر: القومية البيضاء ومجزرة نيوزيلندة

حمل التطبيق الأن